في مثل هذا اليوم منذ نصف قرن شهدت الشارقة تحولاً تاريخياً ويوماً حافلاً في مسيرتها، وذلك في يوم 25 يناير 1972، بتولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مقاليد حكم الإمارة الباسمة.

انطلق بحلمه وعلمه وحكمته لبناء الإنسان والعمل لرفعة الوطن، وتشهد الذاكرة مقولته الشهيرة في سنوات الاتحاد الأولى:
" إن هذه الدولة لها رئيسٌ واحد وعلمٌ واحد، فلنطبّق القول بالفعل فنستبدل علم الشارقة برفع العلم الاتحادي، ونرفع علم الاتحاد خفاقاً عالياً فوق جميع المؤسسات والدوائر في الشارقة"
قاد مسيرة التنمية في الشارقة وافتتح ميناء خورفكان الذي أصبح شرياناً اقتصاديا للإمارة يوم 7 أبريل ،1979 تلاه افتتاح مطار الشارقة الدولي الجديد، وإطلاق برنامج التخطيط الصناعي في نفس العام. اهتم بالعلم والتعليم والثقافة فانتشرت المتاحف والجامعات والمكتبات في الشارقة، وأطلق معرض الشارقة الدولي للكتاب في 1982 الذي تألّق وأصبح أحد أهم معارض الكتاب حول العالم، فأصبحت الشارقة في عهده عاصمة الثقافة العربية.

كذلك، حظي سموه بعلاقة استثنائية مع الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فسار على نهجه وحرص على تحقيقه حتى رأى ثمار غرس زايد في وطنه وأبنائه. وأولى سموه الإنسان اهتماماً خاصاً فأسس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كأول مدينة متخصصة لأصحاب الهمم في 20 أكتوبر 1979، وأنشأ المجلس الأعلى للأسرة ليكون رفاه الأسرة وتماسكها اللبنة الأساسية لمجتمع مزدهر في فبراير عام 2000.
 
حصل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على أول درجة دكتوراه له في تخصص التاريخ في 10 مايو 1985 في لندن، ولسموه مؤلفات أدبية ومسرحية وتاريخية عديدة. كما أسس بيت الحكمة كمشروع حضاري شامل في 9 ديسمبر 2020، ومجمع القرآن الكريم ومجمع اللغة العربية في ديسمبر 2020 وديسمبر 2016. وأكمل حلم علماء اللغة العربية بإطلاق المعجم التاريخي للغة العربية يوم 2 نوفمبر 2021.
لم يدخر سموه جهداً أو وقتاً لخدمة شعبه ووطنه، فمَلَك القلوب وتُوج سلطاناً على عرشها! وبدورنا، ندعو لصاحب السمو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بدوام الصحة والعافية.