منذ عام 1998 استقرت اليابانية "ريا ناكاو" في الإمارات، بعد سنوات من العمل في المجال السياحي باليابان. ذهبت "ريا ناكاو" الملقبة بـ "نور اليابانية" في رحلة حول عدد من الدول العربية، قبل أن تشعر بأن شيئاً ما يجذبها نحو الإمارات والاستقرار بها. وأصبحت دليلاً سياحياً للمجموعات السياحية اليابانية في الإمارات. ما يميّز رحلات "نور اليابانية" هو أنها تحرص على إيصال الجماليات غير الملموسة في الإمارات. "فالإمارات لا تقتصر على مبانيها الخلابة ووجهاتها الخلابة الآسرة" تقول نور، "الإمارات وجهة للتعرف على وجوه العالم وناسه، فجولتك في سوق ديرة القديم كفيلة بأن تجمعك بعدد من الجنسيات وتذهب بك في رحلة من العراقة والحداثة والتنوع والضيافة".

شغفاً بالسياحة وحباً بالإمارات، كرست نور اليابانية حياتها الأسرية لتكون داعمة لبناء جسر تواصل ثقافي بين العرب واليابانيين. فقد كانت نور تستقبل السياح في منزلها، وتتعاون هي وزوجها الراحل الكاتب البحريني "عبدالجليل السعد" وأبناءها الثلاثة ريم وسيف ويوسف على تقديم تجربة محلية حقيقية متكاملة. تقدم فيها نور طبق "المجبوس"، و"اللقيمات"، والقهوة العربية لضيوفها، وتحدثهم هي وأسرتها عن الثقافة الإماراتية والتنوع الثقافي في هذه الدولة. وبالمقابل، كانت تذهب وأسرتها إلى اليابان لتزور طلاب المدارس، وتحدثهم عن الإمارات، ويحدّثهم أبناؤها باللغة اليابانية عن أنفسهم كعرب.

لدى "نور الياباينة" مهارات عديدة تنصبّ جميعها بما يتعلق بالثقافة اليابانية أو العربية. فهي تقدم ورشات عمل لتعلم فن "الأوريغامي" وهي فن طي الورق الياباني، كما تعلّم التخطيط الياباني والعربي، وتعطي دروساً في تعلم اللغة اليابانية. تلقى فنونها ومهاراتها اهتماماً من المجتمع المحلي، بسبب توجه الأنظار عالمياً نحو اليابان وبالأخص ثقافة "الأنيمي" وهي الرسوم المتحركة اليابانية. لكن، تبعاً للظروف العالمية الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا، توقّفت نور عن أنشطتها السياحية، فيما تركّز على تقديم ورشاتها المتنوّعة، وكذلك إتمام مشروع العمر بحسب وصفها، وهو إكمال كتابة إحدى الكتب التي بدأ زوجها الراحل في كتابته عن "اللؤلؤ" من منظور تراثي في دول الخليج العربي، وتوفي قبل إتمامه.

قصة شيقة نرويها لكم في الفيديو عن "نور اليابانية" التي عشقت العرب وبادلوها المحبة والاهتمام بما تقدمه كـ "سفيرة للثقافة اليابانية العربية" كما تصف نفسها.