تضم دولة الإمارات العديد من الجنسيات والديانات لكنها تجمعهم جميعاً تحت مبدأ التسامح وتمنحهم حرية ممارسة دينهم دون قيود وتحفظ حقوقهم كأفراد.. بدأت رحلة التسامح في الإمارات قبل بدء الاتحاد، عندما قرر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بناء أول كنيسة في أبوظبي عام 1965، ودعا المسيحيين ليمارسوا فيها ديانتهم بكل حرية وأمان.

وأكمل هذه المسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، عندما سمح ببناء كنيسة القديسة مريم، الكاثوليكية، في عام 1966 في دبي.

وسار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على خطاهم عندما منح السيخ أرضاً لبناء معبد السيخ غوروناناك داربار في دبي في عام 2012.

ويروي سورندر سنغ كانداري من المعبد السيخي والقس ليني الفونس كونولي من كنيسة القديسة مريم، لـ "دبي بوست" قصة التسامح الجميلة التي وجدوها في دبي.

يقول ليني، المدير العام في كنيسة القديسة مريم في دبي: "أتاح المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم للمسيحيين فرصة اختيار مساحة الأرض التي يريدونها لبناء الكنيسة دون قيود، وبعدها، حضر حفل الافتتاح وأهدانا جرساً للكنيسة، نقوم بدق الجرس في المناسبات الخاصة، وفي يوم "الاتحاد" تكريماً للشيوخ الذين قدموا لنا المساعدة دائماً.. لم نشعر أننا غرباء هنا، بل على العكس تماماً شعرنا دائماً بأننا في بلدنا".

وأضاف: "يرغب الناس في زيارة دبي ولو لمرة واحدة على الأقل في حياتهم، ويعتبرون زيارة هذه المدينة بمثابة إنجاز كبير، حيث يتباهون بالقول: لقد زرت مدينة دبي أو عشت في دبي".

وقال راج ديب سنغ، مدير في المعبد: "نحن فخورون وشاكرون لـ"الشيخ محمد" على كرمه بإعطائنا هذه الأرض حتى نستطيع أن نصلي، ونحن نرحب بالجميع لزيارتنا في المعبد".

وأضاف سنغ أنه يأتي العديد من الناس من جميع أنحاء العالم إلى دبي لرؤية المعبد، في حين يؤكد سورندر، رئيس معبد السيخ غوروناناك داربار: "تقام لدينا العديد من حفلات الزواج، حيث يأتي إلينا الناس من مختلف أنحاء العالم للزواج هنا، ونحن ممتنون للشيخ محمد بن راشد على كرمه".