قبل 56 عاماً، لاحظ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ارتفاع نسبة الأمراض والوفيات في العين، نتيجة ضعف بنية المرافق الصحية، فسارع إلى دعوة طبيب أميركي وزوجته إلى بناء أول مركز صحي في إمارة أبوظبي، تمكّن من تغيير واقع الخدمات العلاجية، إلى أن تحول لمستشفى حديث في المدينة، ولا يزال يحرسُ تاريخ الحياة فيها.

وتفصيلاً، دعا الشيخ زايد الطبيب بات كينيدي، لإنشاء مستشفى الواحة في دار الضيافة الخاص به، الذي حضر في العام 1960 برفقة زوجته الطبيبة ماريان وأطفالهما الأربعة إلى العين لإنشاء المستشفى، الذي شهد ولادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكان سكان العين يُطلقون عليه "مشفى كينيدي".

يتذكر مدير المستشفى تراي هولسي انتشار الأمراض السارية والمعدية في العين في ستينيات القرن الماضي، قائلاً: "كانت نسبة الوفيات في مدينة العين مرتفعة جداً بسبب انتشار الأوبئة مثل السل و الملاريا، وكانت المدينة تعاني من انخفاض عدد سكانها". لافتاً إلى أن "العديد من النساء الحوامل كن يفقدن حياتهن أو يفقدن المولود خلال عملية الولادة، في ظل عدم وجود أي نوع من الرعاية الطبية".

و أوضح لـ"دبي بوست" أن "فكرة إنشاء المستشفى بدأت في منتصف الخمسينيات عندما نالت المستشفيات الأميركية في مسقط والبحرين إعجاب الشيخ زايد، فحرص على ضرورة وجود مستشفى شبيه في مدينة العين لكي يحظى سكان مدينة العين والمناطق المجاورة بالخدمات الصحية المناسبة".

سكان المنطقة رحبوا آنذاك بإنشاء المستشفى وأيضاً بالموظفين بالرغم من اختلاف جنسياتهم، وأعراقهم، وديانتهم، وفقاً لـ"هولسي" الذي لفت إلى أن "الأطباء والموظفين كانوا أميركيين، لكن هذا لم يمنع السكان من تكوين علاقة صداقة قوية معهم ودعوتهم إلى منازلهم لحضور المناسبات المختلفة مثل حفلات الزواج".

عاد الطبيبان "كينيدي" إلى أميركا في العام 1975، بعد نحو 15 عاماً من الخدمة في علاج مرضى مدينتي العين وأبوظبي، وتوفيا قبل عدة سنوات.