لطالما عرفت الإمارات بإبداعها في كل شيء لا سيما دور العبادة، ومن هذا المنطلق كان "مسجد الشارقة" الواقع في منطقة الطيّ، والذي يُعد أكبر مسجد في الإمارة، حيث بدأت أعمال البناء فيه في عام 2014، وتم افتتاحه في شهر مايو 2019، من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

يضم المسجد -الذي بلغت تكلفة إنشائه 300 مليون درهم- قاعة المقتنيات التي تحتوي عدداً من المصاحف من العصور الإسلامية المختلفة ومسكوكات أصدرت خصيصاً بمناسبة افتتاحه، إضافة إلى الزخارف المستخدمة في تصميمه.

كما يضم مكتبة ضخمة تحتوي على أمهات الكتب في فروع العلوم الإسلامية المختلفة، والسُنة النبوية الشريفة.

ويقع مسجد الشارقة على مساحة إجمالية تصل إلى نحو مليوني قدم مربعة مع الحدائق الخارجية له، ويتسع لأكثر من 25 ألفاً و500 مصلٍ، موزعين على عدد من المساحات المخصصة داخل المسجد وفي طوابقه العليا، حيث يستوعب المسجد أكثر من 5 آلاف مصلٍ في الداخل، منهم 610 من النساء في جناحهن المخصص للصلاة، وفي الرواق الأمامي والأروقة الجانبية يستقبل المسجد أكثر من 6 آلاف مصلٍ، إلى جانب الساحة المفتوحة والتي تستقبل الجزء الأكبر من المصلين بأكثر من 13 ألفاً و500 مصلٍ.

وتتوافر بالمسجد منطقتان مخصصتان للوضوء، بهما 352 ميضأة، إلى جانب عدد ميضأتين خارجيتين، كما تتوزع 6 مواقع لماء السبيل في منطقة المواقف الخارجية.

وروعي في تصميم المسجد استخدام أحدث تجهيزات الأمن والسلامة على أحدث الأنظمة، إلى عدد من الخدمات والمرافق المتكاملة، حيث يوجد سكن مخصص لإمام المسجد والمؤذن، إلى جانب عدد من المسارات والملاحق مثل قاعة ومسار لغير المسلمين لزيارة المسجد، ومتحف، وساحات مفتوحة للزوار، وممشى مطاطي حول سور المسجد لرياضة المشي، إلى جانب محل للهدايا التذكارية وعدد من الخدمات التي يحتاجها المصلون والزوار.

كما تم تخصيص 100 كرسي متحرك لخدمة المرضى وكبار السن، موزعة على المساحات الخارجية في المسجد، بالإضافة إلى 16 مظلة كبيرة في مساحات المواقف الخارجية للزوار.

ويتميز المسجد بموقعه الاستراتيجي، حيث يقع على أهم الطرق في الإمارة والدولة، ويخدم العديد من المناطق المجاورة منها: الطيّ والسيوح والبديع وحوشي وجويزع، بالإضافة إلى جميع عابري الطرق الرئيسية في الدولة على طريق الإمارات وطريق مليحة، واللذان يربطان عدداً من الإمارات.

ويتميز مسجد الشارقة الذي استغرق العمل فيه 5 سنوات، بالتصميم المعماري الإسلامي والذي يميز مباني الإمارة الباسمة، حيث روعي فيه الإبداع والعمران بطريقة تشير إلى الاهتمام بالثقافة والمعمار المميز لمساجد الإمارة، ليضاف إلى الصروح المعرفية والعلمية والإسلامية والثقافية العديدة في الشارقة.