حافية القدمين على أرضية باردة في صالة تدريب صغيرة..

تحدق بي عشرات العيون لأشخاص احترفوا الرقص منذ الصغر،

بينما أتهيأ للمشاركة في تدريبي الجماعي الأول.

يشعرني المكان بأنني غريبة ولا أنتمي.. لكن طاقة التحدي تملؤني..

في بلدي تسيطر الدبكة والرقصات الشعبية على المشهد الفني،

لكنني وقعت في حب الرقص المعاصر في إحدى الأمسيات الثقافية،

ولن يوقفني شيء عن إتقانه حتى وإن بدأت التعلّم وعمري 20 ربيعًا!

مشهد من 11 عامًا مضت، لا يُمحى من ذاكرتي ويُمثل جوهر قصتي..

أصبحت جزءًا من مجموعة رائعة من الراقصين في شركة "سيما" للرقص،

عملنا ورقصنا وقدمنا عروضًا لا تُنسى معًا كعائلة،

إلى أن اضطررت إلى ترك بلدي خلف ظهري والرحيل..

من الصعب أن تترك وطنك وعائلتك وأصدقاءك وتبدأ حياة جديدة تمامًا،

لكن أن تضطر لذلك مرتين فالأمر يغيّر حياتك إلى الأبد..

من سوريا إلى لبنان في 2013، كانت تلك هي المحطة الأولى..

قصيرة كانت، لكنني حققت فيها بعض النجاحات مع عائلتي.. "سيما"

اضطرتني الظروف للرحيل مجددًا.. لأحط الرحال في الإمارات عام 2015

4 سنوات مضت تقريبًا ولم أفكر بالرحيل، فقد أصبحت جزءًا من عائلة أكبر،

في دبي أنا أنتمي! كل ما حولي ودود ولطيف، لست غريبة على الإطلاق

في دبي لم أتوقف يومًا عن التفاؤل والسعادة وحب الحياة والرقص

استمرت "سيما" في الإمارات وقدمنا عروضًا فنية لا تُنسى

أنظر اليوم إلى الخلف وأتأمل قراراتي

أعيش في مدينة الأحلام، أقدم الفن الذي أحبه، وأنتظر مولودي الأول

ماذا يمكنني أن أتمنى أكثر من ذلك؟

أنا "لانا يشار"

هذه أنا.. وهذه قصتي