هل تساءلت يوماً عن سر تربع الدولار على عرش العملات العالمية؟  تهيمن الورقة الخضراء الشهيرة على الاقتصاد العالمي لأسباب تاريخية كلياً، إذ اعتمدت دول العالم “قاعدة الذهب “منذ أواخر القرن التاسع عشر، والتي تنظم علاقة ثابتة بين قيمة عملة نقدية ما وكمية معيّنة من الذهب. و بعد الحرب العالمية الأولى، امتلكت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر احتياطي ذهب في العالم. وبتأثير الحرب العالمية الثانية فقدت كل العملات الأوروبية قيمتها بينما بقي الدولار قوياً.  ولتعزيز النمو الاقتصادي الدولي وضمان استقرار سعر صرف وتبادل العملات، تم تطوير نظام نقد دولي جديد بناءً على اتفاقية "Bretton Woods" عام 1944، أجمعت بموجبها 44 دولة على ربط عملاتها بالدولار الأمريكي لتمثل كل أونصة من الذهب 35 دولاراً.  و بسبب "حرب فيتنام" خلال 1955-1975 التي أدت إلى إنفاق أموال طائلة لتغطية تكاليفها، انخفض مخزون الذهب الأمريكي بشكل حاد مما هدد بخفض قيمة الدولار. جاء من بعدها قرار تحرير قيمة الدولار من الذهب عام 1971 ليتم ربط تسعيره بالنفط عام 1973 مما أدى إلى استقرار سعر صرفه بشكل نسبي وتعزيز مكانته عالمياً.

تعتمد اليوم أكثر من 85% من التجارة العالمية على الورقة الخضراء، كما يوجد احتياطي نقدي كبير من فئة الدولار في أغلب البنوك العالمية المركزية ويتم إصدار 39% من الديون العالمية باستخدام العملة الأمريكية ، لتجعل هذه الأسباب وقوة الاقتصاد الأمريكي من الدولار ملكاً متوجاً على عرش العملات!