استغرق النفط ملايين السنين من عمر البشرية حتى أصبح الثروة الأضخم. فقد عاشت الديناصورات على الأرض ثم انقرضت وترسبت في باطنها لملايين أخرى من السنوات قبل أن تتحول مع الكائنات الحية الأخرى إلى النفط الذي لم يكن ذا فائدة حقيقية حتى نهايات القرن التاسع عشر. عندما اكتشف الإنسان أنه مصدر هام للطاقة. واليوم يتكرر الأمر مع البيانات، ولكن في سنوات معدودة بدلاً من ملايين السنين!

فمنذ اختراع الإنترنت حتى اليوم أنتج العالم "مليون إكزابايت" من البيانات، ما يعادل مليار مليار بايت من البيانات! كبرى الشركات كفيسبوك وغوغل وأمازون عرفت قيمة البيانات كثروة عظمى، وهو ما مكنها من أن تتفوق على الشركات الأخرى بل وعلى كثير من الحكومات! واليوم تتجه جميع الشركات والمؤسسات لجمع البيانات لأهداف عدة:

     1.معرفة سلوك المستهلكين وعاداتهم وتفضيلاتهم  وبالتالي سهولة بيع المنتجات لهم
     2. التنبؤ بالمستقبل الاقتصادي والسلوكي والتخطيط الاستراتيجي بناءً على ذلك
     3. بناء تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية وغيرها من التقنيات الحديثة

ولهذه الأسباب تُعتبر البيانات الثروة القادم للعالم وسُميت بالنفط الجديد. وقد تجاوز جمع البيانات مجرد اسمك، ورقم هاتفك وعنوان منزلك ودخلك الشهري كما كان سابقاً، إلى تاريخ تصفحك، والفريق الذي تشجعه، والطعام الذي تفضله، وأصدقاءك ومناسباتك الخاصة. بياناتٌ تكشف عنك أكثر مما قد يكشف عنه جواز سفارك أو أي من بطاقاتك الشخصية! وجميعنا نقدم هذه المعلومات الثمينة للشركات بشكل طوعي ومجاني. فهل حان الوقت لكي نتوقف عن منح "النفط الجديد" مجاناً؟