وسط ميدان تايمز الشهير في مدينة نيويورك وتحديداً في الجادة السابعة، بدا مشهد إزالة آخر كشك هاتف عمومي في المدينة مشهداً تاريخياً يمثل إعلاناً لنهاية حقبة هامة من تاريخ البشرية في مجال الاتصالات.

بلدية نيويورك أعلنت أن هذا الكشك سيتم نقله إلى متحف مدينة نيويورك ليكون شاهداً على تاريخ المدينة وعلى تاريخ الأدوات والأجهزة ما قبل عهد الكمبيوتر. تُعتبر الهواتف العمومية جزءاً لا يتجزأ من مدينة نيويورك ويمثل رمزاً من رموزها يعرفه السياح جيداً وكذلك محبو السينما، وتعود بداية استخدام أكشاك الهاتف العمومي إلى بدايات القرن العشرين، وكان لمدينة نيويورك النصيب الأكبر منها بأكثر من 25 ألف كشكاً قبل انتهاء العقد الثاني من العقد العشرين بحسب مجلة التايم. إلا أن هذه الأكشاك لم تتمكن من تحقيق الانتشار الواسع على مستوى الولايات المتحدة وحول العالم إلا مع مطلع الخمسينيات بعد تحول صناعتها من الخشب سريع العطب وصعب الصيانة إلى الزجاج والألمنيوم.

وعلى الرغم من تحول العالم إلى تقنيات الاتصال المختلفة عبر الهاتف المتحرك والإنترنت منذ سنين، إلا أن مدينة نيويورك لم تبدأ بإزالة أكشاك الهاتف العمومي سوى في عام 2015، لتستبدلها بشاشات بشاشات LinkNYC للإعلانات الرقمية التي توفر wifi مجاني وعالي السرعة للمارة.