باتت بيروت ليلة الثلاثاء الرابع من أغسطس وهي تئن من انفجار مرفئها، فتحركت كل المشاعر الحية في العالم. الانفجار خلّف كارثة إنسانية من الوفيات والإصابات والأضرار التي تزيد مع مرور الوقت ولا زال إحصاؤها مستمراً.

لبنان اعتاد على النهوض أقوى وأكثر حباً للحياة بعد كل تحدٍ يمر به، منذ الحريق الكبير عام ١٩٠٤ الذي طال مستودعاً للكاز واستمر ليومين في بيروت، وخلال الحرب الأهلية اللبنانية الطاحنة عام ١٩٧٥ التي استمرت قرابة ال١٥ عاماً، مروراً باجتياح إسرائيل لبيروت عام١٩٨٢ واحتلالها جنوب لبنان حتى عام ٢٠٠٠، وليس انتهاءً بالعديد من الاضطرابات السياسية والاغتيالات والأزمات الاقتصادية.

وفي كل مرة تصحو لبنان على فجر صباح جديد لإعادة البناء، وصناعة الأمل بحياة أفضل، بدعم الأشقاء وتضامن العالم الذي يعشق لبنان التاريخ والحضارة، وفي مقدمتهم دولة الإمارات التي بادرت فوراً بالدعم والمساندة كعادتها. لبنان العزيز لن يمشي وحيداً أبداً، وطائر الفينيق لابد أن ينهض ويطير مجدداً.