بدأت قصة "آرتي اجاي شاه" قبل 27 عاماً، عندما أعلن طبيب التوليد أن المولودة التي أمامه من أصحاب متلازمة داون. هكذا تروي الأم "أفاني اجاي شاه" قصة ابنتها التي تحَدد لها أن تكون محور اهتمامها ومحط تركيزها منذ ذلك اليوم.

ولدت "آرتي" في كينيا، حيث كانت تسكن مع أمها وأبيها وأخويها. بدا كل شيء طبيعياً في الأشهر الأولى، ولم تكن "آرتي" تختلف عن أي طفل آخر بحسب أمها. لكنها بعد ذلك بدأت تعاني من مشاكل صحية تبيّن منها وجوب إجراء عملية قلب مفتوح للطفلة ذات الأشهر.

بعد العملية، أدركت افاني اجاي شاه أن طفلتها بحاجة لمجهود مضاعف لتلحق بغيرها من الأطفال، فبدأت رحلة البحث عن برامج تدريبية متخصصة وشاملة، ووجدت طلبها في إحدى مراكز المملكة المتحدة فانطلقت مع طفلتها وأسرتها إلى هناك.

في عام 2011، قررت العائلة الانتقال إلى دبي، ولم تغفل الأم عن التأكد من توفّر المراكز المتخصصة والرعاية المطلوبة لطفلتها. كانت المفاجأة أنهم وجدوا نفسهم "في مدينة مكرّسة لخدمة أصحاب الهمم" كما تروي افاني اجاي شاه.

التحقت "آرتي" بمدرستين من مدارس أصحاب الهمم في دبي، وتوظّفت كأمينة مكتبة في نفس المدرسة بعد إتمام المراحل الدراسية. ورغم توّفر الأنشطة المميزة التي تمارسها "آرتي" ووجودها قرب العديد من الزملاء والأصدقاء من أصحاب الهمم، إلا أنها كانت دوماً ما تبدي رغبة بدخول عالم الوظيفة كإخوتها، الذين يعتمدون على أنفسهم ولديهم روتينهم اليومي الخاص.

بحثت أمها عن برامج قد تحقق حلمها في الاستقلال المادي والاعتماد على النفس فوجدت مبادرة اسمها "The Careers Network". تقوم المبادرة بمقابلة أصحاب الهمم وتقييمهم والتعرف على ميولهم ونقاط قوتهم، ثم بالشراكة مع مؤسسات وشركات كبرى تجد لهم وظائف مناسبة تلبي طموحاتهم.

اليوم، تعمل "آرتي" مع مجموعة شلهوب كمساعد تسويق. وتقول أمها أن هذا "عزز من ثقتها بشكل كبير، فهي اليوم تكسب لنفسها وتعتمد على نفسها بالعديد من المهام، وتشعر أنها شخص فاعل ومنتج". كما تملأ "آرتي" وقتها بالعديد من الأنشطة الرياضية والفنية. وعلى الجانب الشخصي، تأمل "آرتي" أن تتمكن من المشاركة في الأولمبياد الخاص بأبوظبي في فئة رفع الأثقال.

"لا شي مستحيل في دبي، قد تصبح آرتي مديرة في منصب وظيفي عالٍ" هذا ما تؤمن به والدة آرتي التي ترى في دبي بيئة تحتضن متطلبات وطموحات ابنتها. وتدعو جميع أهالي الأطفال والشباب من أصحاب الهمم لعدم اليأس من المحاولة والمثابرة والاستمرار في متابعتهم وتطوير مهاراتهم، لأنهم يستطيعون فعل كل شيء، وفي دبي، "اطرقوا الأبواب، وستجدون كل شيء متوفراً لكم".

مشاهدة ممتعة نتمناها لكم في قصة هذا الأسبوع من دبي بوست