كان رسوب عبد الله الحسام في الثانوية العامة نقطة تحوّل أثّرت على نفسيته، ودفعت به نحو الانعزال، ولكن ردّة الفعل التي جاءت بعد هذا الفشل هي التي صقلت شخصيته، وطوّرت من عقليته وطريقة نظرته للحياة والعمل، فأصبح طالبًا متفوقًا في الجامعة، وتخرّج بشهادة بكالوريوس الهندسة المدنية من كليات التقنية العليا، والتحق ببرنامج الشيخ محمد بن زايد ـ جامعة نيويورك أبوظبي للطلبة المتفوقين في الإمارات لدراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية والقيادة ـ والآن يعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا"، ويُعتبر متطوّعًا نشطًا في مختلف النشاطات داخل وخارج الدولة.

إذ يقول الحسام لـ"دبي بوست": "بعد رسوبي في الثانوية العامة اتجهت للشِعر للتنفيس عن مشاعر الحزن والإحباط، وبعدها أدركت أن فشلي أدى إلى تكوين دافع جعلني أتخذ النجاح قرارًا من ذلك الوقت فصاعدًا".

يعمل الحسام حاليًا كمهندس شهادات عدم الممانعة والتنسيق الخارجي، ويتضمن عمله تنسيق وتطوير العلاقات الخارجية لـ"ديوا" مع مؤسسات داخل الدولة وخارجها، وذلك بهدف الوصول إلى اتفاقيات تعود بالنفع على الهيئة.

إلى جانب عمله، يعتبر الحسام نفسه متطوّعًا نشطًا، ويشعر بالفخر حينما يتذكر بعض اللحظات الجميلة التي مرّ بها أثناء أعماله التطوّعية، فيقول "انضممت إلى العديد من البعثات التطوّعية في الخارج، فأنا أهوى التعرف على عادات وتقاليد الدول الأخرى، وفي الوقت نفسه تعريف الآخرين بعادات وثقافة وتقاليد بلدي".

ويضيف "قمّة الفخر تكون حينما أصل إلى دولة وأرى مجموعة تنتظر وصولنا، وأول ما يقولونه (أهلاً بعيال زايد) هذه العبارة تجعلني في قمّة السعادة لإدراكي معنى وقيمة العمل الذي أؤديه".

ويملك الحسام ـ الحائز على رخصة غوص دولية ـ في رصيده، عدّة إنجازات تطوّعية أبرزها تثبيت سارية علم الدولة بطول 4 أمتار تحت سطح الماء، إضافة إلى رحلة قام بها، ضمن بعثة من خمسة أشخاص من الدولة، إلى القطب الجنوبي للتعرف على قضيّة الذوبان نتيجة تأثير الاحتباس الحراري.

ويوجّه الحسام رسالة إلى الشباب الإماراتي، في سياق التطوّع والعمل الجاد، مفادها "علينا ألا نفوّت أي فرصة لتمثيل دولتنا في أي مكان في العالم".